دور الإعلام العالمي في دعم دونالد ترامب وحزب الإصلاح البريطاني ضد العولمة

النقاط الرئيسية:
-
حزب “ريـفورم يو كي” بقيادة نايجل فاراج يُقدَّم كصوت مناهض للنخب العالمية، لكنه يحظى بتغطية إعلامية مكثفة من مؤسسات يسيطر عليها رأس المال الأجنبي.
-
ملكية وسائل الإعلام البريطانية شهدت تحولًا جذريًا خلال العقود الثلاثة الماضية نتيجة الخصخصة والاستثمار الدولي.
-
منصات مثل GB News وDaily Mail وThe Sun تقدم دعمًا غير مباشر لـ”ريـفورم يو كي”، رغم تمويلها من مصادر عالمية.
-
نايجل فاراج ودونالد ترامب ينتقدان العولمة، بينما يستفيدان شخصيًا من بنيتها التحتية المالية والتجارية.
-
الخطاب الشعبوي حول “استعادة السيطرة” و”مناهضة النخب” يتحول إلى أداة تسويقية تُدر أرباحًا كبيرة على منصات إعلامية عالمية.
-
الأصوات التقدمية والمستقلة يتم تهميشها لصالح من يُقدَّمون كـ”ثوار مزيفين” مدعومين من نفس النظام الذي يزعمون محاربته.
كيف تدعم القوى العالمية نايجل فاراج وحزب ريـفورم يو كي؟
في مفارقة صارخة في عصر التمردات الشعبوية، يُروج لحزب “ريـفورم يو كي” كمناهض للعولمة، بينما تحمله منصات إعلامية ذات تمويل عالمي إلى الواجهة السياسية والإعلامية البريطانية.
ما هو دور الملكية الإعلامية في صعود الخطاب الشعبوي في بريطانيا؟
شهدت البيئة الإعلامية البريطانية تحولات جذرية بفعل الخصخصة وتدفق الاستثمارات الأجنبية. على سبيل المثال:
-
نيوز كورب (The Sun, The Times): يسيطر عليها روبرت مردوخ عبر صندوق أمريكي. مردوخ هو رمز للعولمة الإعلامية وله تاريخ طويل في دعم نايجل فاراج.
-
ديلي ميل (DMGT): رغم كونها بريطانية، إلا أن تمويلها مرتبط بصناديق تحوط وبنى مالية عالمية. خطها التحريري يتماشى كثيرًا مع أجندة حزب “ريـفورم يو كي”.
-
GB News: يقدّم نفسه كممثل للشعب البريطاني، لكنه مملوك لشركة All Perspectives Ltd، المدعومة من:
-
مجموعة ليغاتوم (مقرها دبي)
-
السير بول مارشال (صندوق التحوط Marshall Wace LLP)
-
أندرو نيل (مؤسس أول ورئيس مجلس إدارة، بخلفية طويلة في صحف مردوخ)
-
-
الإندبندنت / إيفنينغ ستاندرد: مملوكتان لإيفجيني ليبيديف، نجل عميل سابق في جهاز KGB الروسي، وصاحب علاقات وثيقة بالنخبة البريطانية.
كيف يُسوّق لحزب ريـفورم يو كي على أنه حركة شعبية رغم ارتباطه بالمصالح العالمية؟
ريـفورم يو كي، الذي خلف حزب البريكست، يدّعي الدفاع عن السيادة والاقتصاد الوطني. لكن الواقع يكشف أن ظهوره لا يعود إلى سياساته، بل إلى تضخيم إعلامي من منصات ممولة عالميًا.
-
نايجل فاراج: يمتلك برنامجه الخاص على GB News.
-
باتريك كريستيز (GB News): يُعرف بخطابه المناهض للهجرة والاتحاد الأوروبي.
-
كاميلّا توميني (Telegraph): تنشر مقالات تعكس السرديات الشعبوية للحزب.
-
إيزابيل أوكشوت: صحفية سياسية وزوجة رئيس الحزب ريتشارد تايس، تؤدي دورًا في تشكيل الخطاب العام حول بريكست والسياسات الاقتصادية.
حتى الـ BBC وITV، اللتان يُفترض أنهما محايدتان، تستضيفان شخصيات مرتبطة بـ”ريـفورم” كـ”معلقين شرعيين”، مما يساهم في تطبيع هذه السرديات.
ما هي العولمة فعلًا ولماذا يُساء فهمها؟
العولمة ليست مؤامرة خفية بل نظام اقتصادي متكامل:
-
الشركات متعددة الجنسيات مثل Amazon وBlackRock وNestlé تعمل في عدة دول وتتفادى الضرائب المحلية.
-
الاتفاقيات التجارية الحرة تسهل حركة رؤوس الأموال على حساب العمالة المحلية.
-
التمويل الخارجي يستخدم الملاذات الضريبية لحماية الأرباح.
-
استغلال الفروقات العمالية من خلال نقل المصانع إلى دول ذات أجور منخفضة وتشريعات ضعيفة.
الغرض من هذه المنظومة هو تعظيم الأرباح، وليس الدفاع عن الديمقراطية أو الهوية الوطنية.
هل فاراج وترامب وأمثالهم فعلاً ضد العولمة؟
على العكس تمامًا. نايجل فاراج:
-
تاجر سابق في السلع في مدينة لندن، أكثر المراكز المالية عولمة.
-
مقرب من آرون بانكس وريتشارد تايس، وكلاهما لديه مصالح مالية في الخارج.
-
يعمل لدى GB News الممول من صناديق تحوط أجنبية.
أما دونالد ترامب:
-
بنى إمبراطوريته على العلامات التجارية في أكثر من 20 دولة.
-
أنتج سلعًا باسمه في الصين والمكسيك.
-
استقبل مستثمرين أجانب في فنادقه خلال توليه الرئاسة.
إيلون ماسك:
-
تدير Tesla وSpaceX أعمالًا في أسواق عالمية.
-
تستفيد Tesla من الدعم الصيني والأمريكي.
-
تعتمد على سلاسل توريد عالمية وتستخدم مواد خام من الجنوب العالمي.
لماذا يتم تسويق الغضب الشعبي في الإعلام؟
لأن الغضب يُنتج الأرباح.
-
منصة GB News وغيرها تروج لسرديات “استعادة السيطرة” و”ضد النخب”، لكنها تحقق الأرباح من الإعلانات، الاشتراكات، والنقرات على القصص المثيرة.
-
هذه الاستراتيجيات تُسكت الأصوات الحقيقية التي تمثل الطبقة العاملة أو الحركات التقدمية.
من المستفيد الحقيقي من الشعبوية الزائفة؟
الصورة الواضحة:
-
ما يسمى بـ”التمرد الشعبي” في بريطانيا، الذي يُجسد في حزب “ريـفورم يو كي”، ليس حركة عفوية بل مشروع تسويقي.
-
يتم تمويله من قِبل أصحاب المليارات وصناديق التحوط، ويروّج له عبر منصات إعلامية تابعة لرأس المال العالمي.
-
من يصرخون ضد العولمة هم في الحقيقة أبرز المستفيدين منها، بل هم “أفضل مندوبي مبيعاتها”.