تصميم الدوحة 2024: إبراز الإبداع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

في فبراير 2024، أطلقت قطر رسميًا تصميم الدوحة، وهو حدث بينالي مخصص للاحتفاء بالتميز في التصميم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA). تم تنظيم هذا الحدث من قبل متاحف قطر، ليكون منصة تجمع مصممين من دول مثل لبنان، العراق، مصر، وفلسطين، وتسليط الضوء على إسهاماتهم المبتكرة في عالم التصميم المعاصر.
ما أهمية تصميم الدوحة؟
تصميم الدوحة يعد منصة محورية للمصممين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يوفر لهم فرصة لعرض أعمالهم على الساحة الدولية. يركز هذا الحدث على التراث الثقافي الغني للمنطقة إلى جانب الابتكارات الحديثة في التصميم، مما يخلق حوارًا بين المصممين، المحترفين في الصناعة، والجمهور.
بمشاركة أكثر من 100 مصمم من مختلف أنحاء المنطقة، يعكس الحدث التنوع والإبداع المتأصل في التصميم العربي وشمال الأفريقي، ويعزز مكانة المنطقة كمركز للإبداع المعاصر والتقاليد الحرفية.
المعرض الرئيسي في M7: التصميم العربي الآن
المعرض المركزي في تصميم الدوحة هو التصميم العربي الآن، والذي يقام في M7، المركز الإبداعي في حي مشيرب بالدوحة. يستمر هذا المعرض حتى 5 أغسطس 2024، ويضم أعمال 74 مصممًا، من بينهم 38 عملاً تم تكليفهم خصيصًا لهذا الحدث.
يستكشف المعرض كيف يوفق المصممون بين الجماليات العصرية والأساليب التقليدية، مع تركيز خاص على التصميم البيئي والمستدام. يمثل المعرض مساحة للتفكير في كيفية تطور التصميم في المنطقة، وكيف يمكن للابتكار أن يكون وسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية.
كيف يشارك المصممون الفلسطينيون في المعرض؟
يلعب المصممون الفلسطينيون دورًا بارزًا في معرض التصميم العربي الآن، حيث يقدمون رؤى معاصرة متجذرة في الثقافة والتاريخ الفلسطيني.
- الفنانة الفلسطينية ديمة سروجي، المقيمة في لندن، تقدم “التواريخ الشفافة” (2023)، وهو جدار مقسم مستقل يتخيل القدس كمدينة فلسطينية من منظور أثري مستقبلي، مما يثير تساؤلات حول هوية المدينة وتراثها المتغير.
- مجموعة نقش، التي تضم المصممتين الأردنيتين نسرين ونرمين عبوديل، تقدم عملها “الصندوق الأخضر للعروس” (2023). هذا الصندوق المطرز بأنماط فلسطينية مستوحاة من الطبيعة يعبر عن التهديدات التي تواجه الحرف الفلسطينية التقليدية، ويؤكد على أهمية الحفاظ على التراث من خلال التصميم.
إسهامات المصممين اللبنانيين
يشارك استوديو التصميم اللبناني Massoud في المعرض من خلال عمل “شييتاكي”، وهو مجموعة من المصابيح المصنوعة من الرغوة والخرسانة المسلحة بالألياف الزجاجية. يجسد هذا العمل التزام الاستوديو باستخدام المواد المبتكرة والجمع بين التقاليد والحداثة، مما يعكس الحيوية الإبداعية لمشهد التصميم في لبنان.
ما هو دور متاحف قطر في تصميم الدوحة؟
تعتبر متاحف قطر، بقيادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، القوة الدافعة وراء تصميم الدوحة. يهدف هذا المشروع إلى تطوير الصناعات الإبداعية في قطر ودعم المواهب الناشئة من خلال إتاحة منصات للعرض والتعاون والتبادل الثقافي.
يتماشى هذا الحدث مع استراتيجية قطر الثقافية الأوسع، والتي تهدف إلى ترسيخ مكانتها كعاصمة ثقافية عالمية للفن والتصميم، وتعزيز التفاهم المتبادل بين الثقافات المختلفة من خلال الفنون الإبداعية.
كيف يؤثر تصميم الدوحة على مجتمع التصميم في المنطقة؟
أحدثت النسخة الأولى من تصميم الدوحة تأثيرًا كبيرًا على مجتمع التصميم الإقليمي من خلال:
- تعزيز الرؤية العالمية: منح المصممين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فرصة عرض أعمالهم على منصة عالمية.
- تشجيع التعاون: بناء روابط بين المصممين، القيمين الفنيين، والمهنيين في الصناعة، مما يعزز بيئة العمل المشترك.
- الحفاظ على التراث: التأكيد على أهمية دمج الأساليب التقليدية مع التصميم المعاصر للحفاظ على الهوية الثقافية.
- دعم الاستدامة: إبراز ممارسات التصميم البيئية التي تعالج التحديات العالمية المتعلقة بالاستدامة.
ما هي آفاق مستقبل تصميم الدوحة؟
مع ترسيخ تصميم الدوحة نفسه كحدث بينالي، يمكن توقع تطورات مستقبلية تشمل:
- توسيع المشاركة: جذب المزيد من المصممين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم، مما يزيد من تنوع الأعمال المعروضة.
- تعزيز البرامج التعليمية: تطوير ورش عمل، محاضرات، وبرامج إقامة فنية توفر فرص تعلم للمصممين الناشئين والجمهور.
- توطيد الروابط العالمية: بناء شراكات مع مؤسسات التصميم الدولية والأحداث الكبرى لتعزيز التعاون والتبادل الثقافي.
- تشجيع الابتكار: دعم المصممين لاستكشاف مواد جديدة، تقنيات حديثة، ومناهج إبداعية، مما يعزز تصميم الدوحة كمركز للابتكار في عالم التصميم.
يمثل تصميم الدوحة 2024 نقطة تحول في المشهد الثقافي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يحتفي بالتنوع الإبداعي في التصميم العربي ويمنح المصممين منصة تتيح لهم التواصل مع جمهور عالمي. من خلال دعم الحوار الثقافي والتصميم المستدام، يعزز هذا الحدث مكانة الدوحة كمحور رئيسي للفنون والإبداع في العالم.